الصوم
هو أحد شرائع الإسلام وفرائضه، وصيام رمضان هو أحد أعمدة الإسلام الخمسة
التي بُني عليها، وهو واجب على كل مسلم بالغ عاقل، ولكن ماذا عن صيام
التطوع، وما هو حكمه وفضله وأنواعه، كل هذا وأكثر سنقوم ببيانه وذكره إن
شاء الله في هذا المقال اليوم.
ما هو تعريف الصيام؟ وما هو صيام التطوع؟
الصوم في اللغة هو الإمساك؛ واصطلاحاً هو
الإمساك عن الأكل والشراب وسائر المفطرات، حقيقة أو حكماً، في وقت مخصوص من
شروق الشمس إلى غروبها، مخصوص مع النية.
ينقسم الصوم في الإسلام إلى نوعان صوم
الفريضة، وصوم التطوع؛ والتطوع هو فعل الطاعة التي ليست واجبة، وهو مقابل
الواجب؛ إذاً فصوم التطوع هو الصوم الذي ليس بواجب.
إن من تمام رعاية الله تعالى بعباده أن شرع
لهم الفرائض، وما يماثلها من التطوع وذلك لنيل الأجر، وترقيع الخلل الناتج
عن عدم إتقان الفرائض، ولا تعد إجازة التطوع بدعة ولكن التطوع تكمل به
الفرائض.
وللصوم أجر عظيم لا يعلم به إلا الله تعالى،
فالله عز وجل هو فقط من يجزي به، ورد في الحديث القدسي أن الله ـ عزّ وجل ـ
يقول: :كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".
ويعود هذا الأجر الكبير للصيام لأنه يشتمل
على أنواع الصبر الثلاث، صبر على الطاعة، والصبر عن المعصية، والصبر على
أقدار الله، ولهذا فقد استحق الصائم الأجر الكبير، فهو يفعل ما أمره الله
به، ويجتنب ما نهاه الله، ويصبر على قدر الجوع والعطش بصبر وحزم، قال الله
تعالى: "قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ
وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ"،
سورة الزمر.
أما عن فضل صيام التطوع فقد ورد في فضل
صيامه أحاديث كثيرة، منها حديث سهل رضي الله تعالى عنهعن رسول الله: "إن في
الجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه
أحد غيرهم. فيقال أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا
أغلق، فلم يدخل منه أحد" متفق عليه.
أنواع صوم التطوع
- صيام يوم وفطر يوم: وهو أفضل أنواع الصيام، وهو صيام نبي الله داود عليه السلام.
- صيام ثلاث أيام من كل شهر: ويفضل أن تكون هذه الأيام هي يوم الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس العشر، وهي الأيام البيض من كل شهر.
- صيام التسعة الأولى من ذي الحجة وآخرها يوم عرفة، وهي أفضل أيام العمل الصالح، وحتى الجهاد في سبيل الله.
- صيام يوم عرفة: فهو صوم يكفر أعمال سنة ماضية، وسنة تالية.
- صيام اليوم التاسع والعاشر من محرم.
- صيام الاثنين والخميس: فالأعمال تعرض على الله كل يوم اثنين وخميس،
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب أن يصومهما؛ لأنه يحب أن تعرض أعماله
على الله وهو صائم.
- صيام ست من شوال.
لذلك نجد أن للصيام بشكل عام، ولصيام التطوع
بشكل خاص فضل وأجر كبير، لذلك لنحرص على هذه العبادة، فلابد وأنك وجدت أحد
أنواع الصيام تناسبك وتستطيع أن تلتزم بها، وتذكر قليل مستمر، خير من كثير
متقطع.
الإبتساماتإخفاء