غزوة تبوك
تاريخها
غزوة تبوك وقعت في رجب التاسع للهجرة، على أعقاب فتح مكة، وهي آخر غزوة خاضها الرسول
مكان حدوثها
تبوك
هدفها
بدأت بأن خطط الرومان على إنهاء القوة الإسلامية التي أخذت تهدد الكيان الروماني المسيطر على المنطقة، فخرجت جيوش الروم العرمرية بقوى رومانية وعربية تقدر بأربعين ألف مقاتل قابلها ثلاثين ألف من الجيش الإسلامي، فانتهت المعركة بلا صدام أو قتال لأن الجيش الروماني تشتت وتبدد في البلاد خوفاً من المواجهة، مما رسم تغيرات عسكرية في المنطقة، جعلت حلفاء الروم يتخلون عنها ويحالفون العرب كقوة أولى في المنطقة
احداثها
عندما فتح المسلمون مكة دخلت العرب أفواجاً لدين الإسلام، مما شكل قوة إسلامية كبيرة في المنطقة أخذت تهدد كيان الرومان المُهيمن على المنطقة آنذاك
وقد سبق للروم أن أحدثوا مناوشات مع القوات الإسلامية وذلك بقتل سفير رسول
الله الحارث بن عمير الأزدي مما أحدث معركة مؤتة والتي انتهت بانفصال تدريجي جعل للمسلمين هيبة في قلوب العرب كقوة تجابه الرومان. لكن الآن وقد اختلف الوضع وأصبحت مكة في أيدي المسلمين وبدأ العرب أفواجاً يحالفونهم أصدر قيصر الروم أوامره باجتثاث هذه القوة من جذورها وفرض سيطرته
مجدداً على جميع أرجاء المنطقة فبدأ قيصر بجمع قواه وبناء جيشه المحلي من الرومان والخارجي من الحلفاء العرب وعلى رأسهم وأقواهم آل غسان قتلة السفير الإسلامي فخرج هذا الجيش العرمرم مستعداً بعدة وعتاد وقد بلغ عدده الأربعين ألف مقاتل. كانت كل هذه الأخبار تصل إلى المدينة بأنباء مختلفة غير واضحة جعلت المسلمين في خوف مستمر وهاجس من هذه القوة الجبارة التي تهدد كيانهم ووجودهم، وما زاد هذا أن المنافقين استغلوا الموقف بالدسائس
والمكر ومراسلة الرومان، وقد قاموا ببناء مسجد الضرار ليكون مكان تجمعهم موهمين المسلمين أنه مسجد للعبادة فقاموا ودعوا رسول الله للصلاة فيه ليكملوا
الحيلة ويأمن المسلمون هذا المسجد، لكن الرسول أجل الصلاة فيه إلى ما بعد
الغزوة، وفي الحقيقة أنه عندما انتهت هذه الغزوة قام الرسول بهدمه بدلاً من الصلاة فيه، وذلك لما أُسس عليه من نفاق وتآمر على المسلمين. ظل المسلمون على هذه الحالة من الخوف والترقب إلى أن جاء الخبر الأكيد مع الأنباط المتاجرين من الشام للمدينة وذلك بأن أخبروهم أن هرقل قد أعد لهم جيشاً يجر أطرافه قوامه أربعين ألف مقاتل من الرومان والعرب الأحلاف
استعداد المسلمين للحرب
وصلت أخبار الروم إلى الرسول في وقت صيف اجدبت في الأرض، واشتد فيه الحر، وقل فيه الماء، مما جعل الموقف مُحرج بالنسبة للمسلمين لكن رسول الله لم يكن يملك حلاً سوى مواجهة الرومان رغم كل التحديات التي يعيشها المسلمون، وبطبيعة الحال أتى القرار الحاسم الذي لا رجعة فيه من النبي بالخروج والزحف لمواجهة حشود الروم، فبدأ رسول الله بإبلاغ قبائل العرب المجاورة وأهل مكة لاستنفارهم على الحرب وحثهم على الصدقات والدعم المادي للجيش الإسلامي، وفي هذا الوقت نزلت آية من سورة التوبة توصي المسلمين بالقتال والصمود، فكانت ردة فعل المسلمين تجاه قرار رسول الله سريعة وواضحة فقد تدفقت القبائل والأفراد والمقاتلون للمدينة، وأتى القريب والبعيد استعداداً لقتال الروم. أما من ناحية الدعم المادي فقد استهل أبو بكر الصدقات فأتى بكل ماله وكان أربع آلاف درهم، وقد تصدق عثمان بن عفان بالشيء الكثير حيث ساق ثلاث مائة بعير بأقتابها وأحلاسها، وأتى بألف دينار وألقاها في حجر رسول الله، ورسول الله يقول " ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم "، وعثمان لا يزال يتصدق، وقد قدرت صدقاته بهذه الحادثة بمئة
فرس وتسع مئة بعير وغيره من المال، وكان الصحابة رجالاً ونساءً يقبلون على لرسول من كل صوب بما استطاعوا من قليل وكثير
خروج المسلمون
خرج المسلمون من المدينة بعدد كبير قوامه ثلاثين ألف لم يتخلف منهم إلا المنافقون والثلاثة المشهورين، وقد استخلف رسول الله على المدينة محمد بن
مسلمة وقيل سباع بن عرفطة، وجعل علياً خليفة على أهله فاخذ المنافقون يلمزون في ذلك ويقولون ما تركه إلا استثقالاً، فأخذ علي بن ابي طالب سلاحه ولحق رسول الله وأخبره ما يقوله المنافقون فقال رسول الله : (كذبوا وإنّما خلّفتُك لما ورائي فارجعْ فاخلفْني في أهلي وأهلك أما ترضى أن تكون مني
بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي)." . فيما كان الجيش يسير قاصداً تبوك، اتضح أن العدد كان كبير بشكل لم يعتده المسلمين من قبل وكان من الملاحظ أيضاً أن العدة والتزويدات شحيحة مقارنة بهذا العدد الهائل مما جعل الجيش يأكلون الأوراق ويذبحون البعير ويشربون مما في بطونها من ماء، ولهذا عُرف اسم هذا الجيش باسم جيش العسرة
تفرق جيش الروم وهروبهم
كان خبر جيش محمد للرومان صاعقة لم تكن بالحسبان فشلتهم عن الحركة وأوقفتهم في مكانهم ولم يتقدموا أكثر، إلى أن تفرقوا في الأمصار، وتبددت قواهم
ولم يحدث أي صدام بين الجيشين. وبهذا اكتسب المسلمون سمعة عسكرية وهيبة
قوية في قلوب الناس، مما جعل الكثير من أحلاف الروم ترك الروم والتوجه للجيش الإسلامي ودفع الجزية للنبي وكان على رأسهم يحبنة بن روبة صاحب أيلة، وغيره الكثير من قبائل العرب التي أدركت أن الروم لم يعد حليفاً قوياً بعد اليوم.
ما بعد المعركة
رجع الجيش الإسلامي إلى المدينة وقد حمل لواء الانتصار وإن لم يكن خاض القتال, وأصبحت له سمعة لم تكن له من قبل بين الناس. وكانت هناك حادثة مشهورة وقعت في الرجعة وهي محاولة اغتيال النبي، حيث حاول اثنى عشر منافقاً قتله في موقع كان مناسب لهم لأن جُل الجيش كانوا في بطن أحد الأودية ولم يكن مع الرسول سوى عمار وحذيفة بن اليمان، فحماه حذيفة وخاف المنافقون وهربوا، وأخبر رسول الله بأسمائهم، ومن هنا اشتهر حذيفة باسم صاحب سر رسول الله، ونزل في القران " وهموا بما لم ينالوا ". وعندما أقبل رسول الله على المدينة من بعيد قال " هذه طابة، وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه وخرج الأهالي والنساء لاستقبال الجيش االاسلامي. فيما كانت العودة في شهر رمضان، واستغرقوا لهذه الغزوة خمسين يوماً، عشرون منها في تبوك، وثلاثون جيئة وذهوبا.
الإبتساماتإخفاء