تأتي كلمة القرين في اللغة بمعني الصاحب والشريك في الأمر
القرين : المُقارِنُ ، كالقرانى ، كحُبارى ج قرناء ، والمصاحب ، والشيطان المقرون بالإنسان لا يفارقه المصدر : القاموس المحيط صفحة : 113
قرين : ج قرناء مقرون " سجين قرين لآخر" | مصاحب : | إياك وقرين السوء | نظير : " أنت قريتي في العمل " زوج : شريك حياة : " هي تحب قرينها " | " منقطع القرين " لا مثيل له أو شبيه قرينة : امرأة الرجل ، زوجة " دعي هو وقرينته " | المنجد في اللغة العربية المعاصرة صفحة : 1148
القرين المصاحب ( لسان العرب ( 13/336
وكما قال الشاعر عدي بن زيد
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
يريد بالقرين الصاحب والصديق
القرين في القرآن ذكر القرين في مواضع متعددة من القرآن وجميعها بمعني الصاحب وعلي سبيل المثال قوله تعالي : والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا ( النساء 38
القول في تأويل قوله تعالى : ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا يعني بذلك جل ثناؤه ومن يكن الشيطان له خليلا وصاحبا يعمل بطاعته ويتبع أمره ويترك أمر الله في إنفاقه ماله رئاء الناس في غير طاعته وجحوده وحدانية الله والبعث بعد الممات فساء قرينا ] يقول فساء الشيطان قرينا وإنما نصب القرين لأن في ساء ذكرا من الشيطان كما قال جل ثناؤه بئس للظالمين بدلا
اذا نستطيع القول ان القرين وبالطبع نعني هنا قرين الجن هو أحد شياطين الجن يوكل بالأنسان منذ يوم مولده يوسوسله ويدفعه الي المعاصي وليس بالطبع يقطن داخل جسد الانسان فهو بالطبع خارج الجسد يتابع الانسان في كل مكان وأوان يعرف عن الانسان التابع له كل شئ نتيجة مصاحبته له ، وله دور كبير في الاصابة بالأمراض الروحية كما سنبين آنفا
ومما يؤكد هذا الكلام الأحاديث حدثني هارون بن عبد الله ومحمد بن رافع قالا حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان عن صدقة بن يسار عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه فإن أبي فليقاتله فإن معه القرين صحيح مسلم : 1/363
حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم قال إسحاق أخبرنا وقال عثمان حدثنا جرير عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن قالوا وإياك يا رسول الله قال وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير
صحيح مسلم ( 4/2167 ) شرح الحديث من شرح النووي على صحيح مسلم (17/157
قوله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد إلاوقد وكل به قرينه من الجن قالوا وإياك قال واياى إلا أن الله أعاننى عليه فأسلم فلا يأمرنى إلا بخير فأسلم برفع الميم وفتحها وهما روايتان مشهورتان فمن رفع قال معناه أسلم أنا من شره وفتنتة ومن فتح قال ان القرين أسلم من الاسلام وصار مؤمنا لايأمرنى إلا بخير واختلفوا فى الأرجح منهما فقال الخطابى الصحيح المختار الرفع ورجح القاضي عياض الفتح وهو المختار لقوله صلى الله عليه وسلم فلا يأمرنى الابخير واختلفوا على رواية الفتح قيل أسلم بمعنى استسلم وانقاد وقد جاء هكذا فى غير صحيح مسلم فاستسلم وقيل معناه صار مسلما مؤمنا وهذا هو الظاهر قال القاضي واعلم أن الأمة مجتمعة على عصمة النبى صلى الله عليه وسلم من الشيطان فى جسمه وخاطره ولسانه وفى هذا الحديث اشارة إلى التحذير من فتنة القرين ووسوسته وإغوائه فأعلمنا بأنه معنا لنحترز منه بحسب الامكان
روى مسلم وأحمد وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلاً قالت : فغرت عليه قال فجاء فرأى ما أصنع فقال : لك ياعائشة أغرت ؟ فقلت : ومالي لا يغار مثلي على مثلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفأخذك شيطانك ؟ فقلت يارسول الله أو معي شيطان ؟ قال : نعم ، ومع كل إنسان قلت : ومعك يارسول الله ؟ قال : نعم ، ولكن ربي عز وجل أعانني عليه حتى أسلم وفي لفظ آخر أعانني عليه فأسلم
ما منكم من أحد، إلا و قد وكل به قرينه من الجن، و قرينه من الملائكة قالوا و إياك ؟ قال : و إياي، إلا إن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير صحيح الألباني – صحيح الجامع – 58
الإبتساماتإخفاء