صلح الحديبية

10:00 ص

 صلح الحديبية

 




 تاريخها
وقعت في ذى القعدة في السنة 6 للهجرة

مكان حدوثها
وقعت في مكان يسمى الحديبية

هدفها

الذهاب إلى مكة المكرمة لاداء العمرة

احداثها
في السنة السادسة من الهجرة النبوية المباركة عزم الرسول الأعظم ( صلَّى الله عليه و آله ) على الذهاب إلى مكة المكرمة حتى يؤدي العمرة ، و كان النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) قد اتخذ هذا القرار على اثر رؤيا أراها الله عَزَّ وَجلَّ إياه ، إذ رأى فيها أنه قد دخل البيت الحرام مع جماعة من المسلمين و حلق رأسه و تسلّم مفاتيح البيت ،
فتفاءل ( صلَّى الله عليه و آله ) بهذه الرؤيا خيراً ، و قصَّها على المسلمين ثم أخبرهم بعزمه ، و أعلمهم بموعد خروجه و هو شهر ذي القعدة ، كما و دعاهم إلى الخروج معه ، حتى انه ( صلَّى الله عليه و آله ) دعا القبائل المجاورة التي كانت لا تزال على شركها و كفرها إلى مرافقة المسلمين في هذه الرحلة السياسية ذات الطابع الديني
و في الموعد المحدد خرج رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) متوجهاً إلى مكة بنية أداء العمرة

و خرج معه سبعمائة رجل من المسلمين كلهم يريدون أداء العمرة ، و كان النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) قد ساق معه من الهدي سبعين بَدَنَة ، كل بَدَنَة عن عشرة ، و قيل إن الذين أحرموا مع الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) في " ذي الحليفة " هم ألف و أربعمائة ، أو ألف و ستمائة ، أو ألف و ثمانمائة و لمّا لم يكن خبر عزم النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) على الخروج إلى العمرة خبراً سرّياً ، إذ لم يُخفه النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بل أذاعه ، و لعله كان يقصد منه أموراً ، فقد انتشر الخبر و علمت به قريش ، فتأهبوا لقتال المسلمين و لصدّهم و منعهم عن زيارة بيت الله الحرام و أداء العمرة

و ما أن وصل المسلمون عُسفان حتى أُخبر النبي بأن قريشاً بعدما سمعت بخروج المسلمين إلى العمرة عاهدت على منع المسلمين من دخول مكة ، و أرسلت خالد بن الوليد إلى " كراع الغميم " مع مائتين من مقاتلي قريش ، كي يمنعوا المسلمين من التوجه إلى مكة المكرمة و يصدّوهم عن أداء العمرة
أما الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) فقد تجنّب مواجهة طليعة قريش فسلك طريقاً وعراً كثير الحجارة يمرّ بين الشعاب و انتهى إلى منطقة سهلة تُسمى الحُديبية فبركت ناقته بها فنزل و أمر الناس أن ينزلوا بها أما خالد بن الوليد فقد لحق المسلمين بعدما علم بتوجههم إلى الحديبية ، و ما أن وصل حتى حاصرهم و حال بينهم و بين ما يريدونه من أداء العمرة و لم يبق أمام الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) سوى خيارين ، الحرب أو الدخول في مفاوضات مع العدو

أما الحرب فلم يكن يريدها منذ البداية ، إذ لم يُعدِّ المسلمين لذلك ، بل أنه ذكّر المسلمين بحرمة التقاتل في الأشهر الحرم و هو في المدينة قبيل خروجه منها ، و يشهد على ذلك أمران :

قول رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) : " إنا لم نجيء لِقتال أحدٍ ، و لكنا جئنا معتمرين

عدم حمل المسلمين من السلاح ما يتناسب مع الحرب و القتال ، إذ لم يكن التأهب للقتال ، و لم يكن سلاحهم

يتجاوز سلاح الراكب و المسافر العادي ، و هذا من أدلّ الأدلة على عدم إرادة النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) الحرب و القتال ، رغم عدم مهابته منها إذا اقتضى الأمر ذلك لهذا نجد أن الرسول المصطفى ( صلَّى الله عليه و آله ) قال عند نزوله الحديبية : " لا تدْعوني قريشٌ اليوم إلى خطة يَسألونني فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياها و بلغ قريش كلام رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) فبعثوا ببعض رجالهم إلى المسلمين يستفسرون سبب توجههم إلى ، فبعثوا أولاً بديل بن ورقاء الخزاعي مع جماعة ، فسئل النبيَ ( صلَّى الله عليه و آله ) عن نيته فأجابه ( صلَّى الله عليه و آله ) قائلاً : " إنا لم نجيء لِقتال أحدٍ ، و لكنا جئنا معتمرين و لدى رجوع بديل إلى قريش أخبرهم بنية المسلمين ، لكنهم لم يثقوا بكلامه فأرسلوا مبعوثاً آخر يسمى " مكرز بن حفص " فتحادث مع النبي و رجع إلى قريش ، و قال لهم ما قاله بديل ، لكن قريشاً لم تصدق مكرزاً أيضا

و لحسم الموقف بعثت قريش الحليس بن علقمة كبير رماة العرب ، فلما رآه النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) قادماً قال : " إن هذا من قوم يتألَّهون ـ أي يعظمون أمر الله فأبعثوا الهَدي في وجهه حتى يراه فلما رأى الحليس الهدي و قد أكل أوباره من طول الحبس عن محله ، رجع إلى قريش ، و لم يقابل النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) و قال لهم : والله ما على هذا حالفناكم ، و لا على هذا عاقدناكم ، أيُصدّ عن بيت الله من جاء معظماً له و قد ساق الهدي معكوفاً إلى محله ؟! و الذي نفس حليس بيده لتُخلّنَّ بين محمد و ما جاء له ، أو لأنفِّرنّ بالأحابيش نفرة رجل واحد
كان لموقف الحليس و مقالته أثراً كبيراً لتسريع عجلة المحادثات و المفاوضات ، فبعثت قريش بعروة بن مسعود الثقفي إلى المسلمين حتى يتفاوض مع النبي محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) و يخرج من المفاوضات بحل يرضي الطرفين

 و تعهدت له قريش بأن تقبل ما يقوله جاء عروة و تبادل الحديث مع النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) ، لكن المفاوضات لم تصل إلى نتيجة ، إلا أنه لمَّا شاهد المسلمين من قريب و رأى إعظامهم للنبي ( صلَّى الله عليه و آله ) و إطاعتهم له ، و لمس ثباتهم في عقيدتهم و شدة إيمانهم ، تأثَّر بمعنويات المسلمين الرفيعة تأثراً كبيراً و عندما رجع إلى قريش قال لهم و هو يُعظّم النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) : " يا معشر قريش إني قد جئت كسرى في ملكه ، و قيصر في ملكه ، و النجاشي في ملكه ، و إني والله ما رأيت مَلِكاً في قوم قط مثل محمد في أصحابه ولقد رأيت قوماً لا يسلمونه لشيء قط ، فروا رأيكم لكن قريشاً بقيت مصرةً على موقفها الخاطئ لأنها لم تكن تريد السلام ، بل كانت تميل إلى الحرب و الفتنة ، فقد حاول خمسون رجلاً منها أن تغير على المسلمين بهدف إرعابهم أما الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) فقد قرر أن يبعث إلى قريش مبعوثاً من قبله كي يحاورهم ويتفاوض معهم من جديد ثم أسرعت قريش في إرسال سهيل بن عمرو لعقد الصلح، فلما رآه النبي قال: قد سهل لكم أمركم، أراد القوم الصلح

حين بعثوا هذا الرجل، فتكلم سهيل طويلاً ثم اتفقا على قواعد الصلح

شروط الصّلح

فلما اتفقا دعى علي بن أبي طالب فقال: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم

فقال سهيل: أما الرحمن، فما أدري ما هو؟ ولكن اكتب: باسمك اللهم كما كنت تكتب
فقال المسلمون: والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم
فقال : اكتب: باسمك اللهم
ثم قال: اكتب: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله
فقال سهيل: والله لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت، ولكن اكتب محمد بن عبد الله
فقال: إني رسول الله، وإن كذبتموني اكتب محمد بن عبد الله
ثم تمت كتابة الصحيفة على الشروط التالية
وأن من أراد أن يدخل في عهد قريش دخل فيه, ومن أراد أن يدخل في عهد محمد من غير قريش دخل فيه و يمنعو الحرب لمدة 10 سنين
أن يعود المسلمون ذلك العام على أن يدخلوا مكة معتمرين في العام المقبل
عدم الاعتداءعلى أي قبيلة أو على بعض مهما كانت الأسباب
•أن يرد المسلمون من يأتيهم من قريش مسلما بدون إذن وليه, وألا ترد قريش من يعود إليها من المسلمين
• أن يخرج المشركون من مكة خلال الأيام الثلاث المخصصات لزيارة المسلمين لبيت الله الحرام أن يدخل المسلمون مكة بسلاح الراكب لا أكثر
أن لا يؤذي أحد من أصحاب الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) أحداً من المشركين ،
( و إن لا يؤذي أحد من المشركين أحداً من أصحاب الرسول ( صلَّى الله عليه و آله
أن تكون بينهم هدنة لمدة ثلاثة أعوام

ودخلت قبيلة خزاعة في عهد رسول الله ، ودخل بنو بكر في عهد قريش فلما فرغ من قضية الكتاب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: قوموا فانحروا، ثم احلقوا، وما قام منهم رجل، حتى قالها ثلاث مرات. فلما لم يقم منهم أحد، قام ولم يكلم أحداً منهم حتى نحر بدنه ودعا حالقه. فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضاً، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غما و رجع الرسول و من رافقه من المسلمين إلى المدينة ، ثم خرج المسلمون حسب الاتفاقية في السنة التالية ، فدخلوا مكة و قد أخلتها قريش حسب الاتفاقية ، فمكثوا فيها ثلاثة أيام ثم خرجوا منها .

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة